إن الفطرة الإنسانية هي احدى المرجعيات الأساسية التى توجه الإنسان الى الطريق السوي في جلب المنافع و دفع المضَّار عنه وعن المجتمع من حوله لِضمان غاية أساسية من غايات خلقِه ، ألا وهي حفظ الجنس البشري على وجه الأرض لتحقيق الخلافة فيها ...
و دعوني أطرح هذا التساؤل البسيط ...
لماذا يوجد عُمال نظافة يقومون بِجَمع القمامة وإبعادها عن أماكن التجمعات السكنية ؟
والجواب بكل بساطة أيضاً ؛
لأن تراكم القُمامة في أماكن التجمعات السكنية ، سيؤدي الى التلوث البيئي وتفشي الأمراض ... !!!
إذاً فالسلوك البشري الذي يؤدي الى تفشي الأمراض ، هو سلوكٌ مخالفٌ للفطرة البشرية ...
فلا يُعقَل ان يعيش شخص مع قُمامته ونعتبره إنساناً سوياً ... أو عاقلاً !!!
بل سنعتبره شخصاً يُشكِّل خطراً على من حوله ... و سيقوم العاقلون من أفراد مجتمعه بمحاربته بشتى الوسائل
بل ونبذه وإخراجه من مجتمعهم وإعتباره "شاذ" عن الفطرة الأنسانية وخطر على المجتمع ، فبسلوكه "الشاذ"
سيُصاب بالمرض و ينقل المرض الى من حوله ، و ربما يكون مِثالاً لأشخاص آخرين فقدو عقولهم واستؤصلت فِِطرتُهم ... فيتبعوه اتباع ضبِّ عاد الى جحره ...
ومن ثم يقومون بتكوين مجتمع كبير ،
و يُطلقون عليه اسم " مجتمع القُمامة "
فيبدأون بجمع الأموال وتولى المناصب المسؤولة الرفيعة ليصبحوا اصحاب قرار في المُجتمع ...
فيخرجون من جحورهم ...
وينشؤون جمعية الدفاع عن حرية "مُجتمع القُمامة"
ويتحكمون بالرأي العلمي فيوظفوا عُلماء القُمامة لنشر دراسات القُمامة العلمية التي تؤكد ان تجمُّع القُمامة في الأماكن السكنية ، غير ضار بل انه له أثرٌ كبير في تطور المجتمعات وتقدمها ...
وأن من يخالف هذا الأمر يُعتبرُ رجعياً مُتخلَّفاً ...
د.أنور القبالي