عَدَمُ الإِنجِراف ... " خاطرة "...

.

في سن المراهقة ،

مرَرْتُ لزيارة أبي في مكان عمله في البقالة ، ولفت نظري ورقةٌ معلَّقةٌ على باب المحل الزجاجي من الداخل كتب عليها بخط يده وبلغته الجميلة  " عدم الإنجراف  و " بدَّك تطول بالك " وصلي على الحبيب سيدنا محمد ﷺ .

في ذلك الوقت ، لم أفهم بالضبط ما قصد والدي بعدم الإنجراف ... !  
ومرت الأيام والسنون حتى بلغت حدود الأربعين من عمري ، لأعلم عمق وأبعاد تلك الكلمات ...  أدركت أن تلك الكلمات البسيطة تُمثل منهاجاً كاملاً في هذه الحياة ... 
فكنت قد أحسنتُ وأُسيءَ لي !
وآثرتُ على نفسي وغُدِرَ بي ! 
وصَدقتُ وكذبوا !
ولولا تلك الكلمات لا نجرفت فأسأت وغدرت وكذبت ... 
ولولا صلاتي على رسول الله
ﷺ عن ديني لابتعدت ...
ولولا صبري لما أفلحت ... 
لا تُحسن لتنتظر جزاء الإحسان من البشر ... 
أحسِن لأن الله يُحِبُ المحسنين ... 

" شكراً يا والدي  ... أسأل الله ان لا يحرمني برَّك ورضاك "

د.أنور سعيد القبالي