في سن المراهقة ،
مرَرْتُ لزيارة أبي في مكان عمله في البقالة ، ولفت نظري ورقةٌ معلَّقةٌ على باب المحل الزجاجي من الداخل كتب عليها بخط يده وبلغته الجميلة " عدم الإنجراف و " بدَّك تطول بالك " وصلي على الحبيب سيدنا محمد ﷺ .
في ذلك الوقت ، لم أفهم بالضبط ما قصد والدي بعدم الإنجراف ... !
ومرت الأيام والسنون حتى بلغت حدود الأربعين من عمري ، لأعلم عمق وأبعاد تلك الكلمات ... أدركت أن تلك الكلمات البسيطة تُمثل منهاجاً كاملاً في هذه الحياة ...
فكنت قد أحسنتُ وأُسيءَ لي !
وآثرتُ على نفسي وغُدِرَ بي !
وصَدقتُ وكذبوا !
ولولا تلك الكلمات لا نجرفت فأسأت وغدرت وكذبت ...
ولولا صلاتي على رسول الله ﷺ عن ديني لابتعدت ...
ولولا صبري لما أفلحت ...
لا تُحسن لتنتظر جزاء الإحسان من البشر ...
أحسِن لأن الله يُحِبُ المحسنين ...
" شكراً يا والدي ... أسأل الله ان لا يحرمني برَّك ورضاك "
د.أنور سعيد القبالي