بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما نُرَدّد هذه الجملة في افتتاح صلواتنا لكنَّ كثيرين يجهلون معناها. إنَّ معنى قولنا: "وتعالى جَدُّك" (بفتح الجيم): أي تقدَّست وتنزَّهت وتَرَفَّعَت مكانتك ومنزلتك وعظمتك وشأنك يا ربّ العالمين. فالمعنى يدور حول هذه المعاني المترادفة. ولكلمة (جَدّ) (بفتح الجيم) معانٍ أخرى - كما في المعاجم اللغويَّة، فالجَدُّ: أبو الأب، وأبو الأم وجمعه: أجْدَاد، وجُدُود، والجَدُّ: الرّزْق، والحظّ والغنى، هذه هي أشهر معانيه. وقد ورد (جَدّ) في القرآن الكريم، قال الله تعالى: "وَأَنَّه تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولَاَ وَلَداً" سورة (الجنّ)، آية (3) - أي عظمة ربِّنا أو غِناه. وفي الحديث: "تبارك اسمُك وتعالى جَدُّك" أي شأنك ومنزلتك. وفي الدعاء: "ولا ينفع ذا الجَدّ منك الجَدّ"؛ أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك. وكلمة (جَدّ) من المُثَلَّثات اللغويَّة لأنها تنطق بفتح الجيم، وكسرها، وضَمّها وتختلف المعاني تبعاً لذلك - ولا يتّسع المقام لذكر هذا التعدُّد الدلاليّ إذنْ، معنى "تعالى جَدُّك": تَرَفَّعَ شأنُك.
أ.د.عبد الله الدايل