فُرصة ذهبية ... !

لا شك أن الصحابةَ رضوان الله عليهم ، محظوظون بصحبتهم لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم ...

ونحن في أخر الزمان محظوظون أيضاً !

 فَمَن دعا الى الله سبحانه وتعالى في آخر الزمان ، عندما تكثُرُ الفِتَنْ ،  ويتفشى الضلال والفساد ،  وكان القابض على دينه كالقابض على جمرة ! 

كان له أجر خمسين من الصحابة رضوان الله عليهم ." كما أخبرنا نَبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلَّم ...

فليعلم من يدعو الى الله في هذا الزمان ، أنه لن يُستَقبَلَ بالورود  .... فالأمر يحتاج للكثير من الصبر و المُثابرة ...

ذلك أن الدعوةُ الى الله ، كانت مهمة الأنبياء - عليهم السلام - على هذه الأرض ، ولنا فيهِم أسوة حسنة بالصبر على ما وجدوه من  الناس مِنْ أذى وإستهزاء ! 

قال تعالى : 

وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) الأنبياء 

وقد يقولو لك مجنون ومتخلِّف ... !!! 

قال تعالى : 
كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) الذاريات
 

ولعل الناس سيجدونك غريباً أنك تتحدث في أمر الدين ، في زمن التحضُّر والتطور والتكنولوجيا ... !!! 

لكن لا ضير في ذلك ...  

فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنه قال: بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء فهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل: يا رسول الله! من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، وفي اللفظ الآخر: يصلحون ما أفسد الناس من سنتي، وفي لفظ آخر: هم النزاع من القبائل، وفي لفظ آخر: هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير.

فالمقصود أن الغرباء: هم أهل الاستقامة، فطوبى للغرباء يعني: الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس، إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور، وقل أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله، ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة، واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين . 

فلا تحزن واصبر فالأجر عظيم  و يستحق العناء ... 

قال تعالى : 

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)  آل عمران

 

لا تبخَل بخدمة الإسلام .... فهو بحاجتنا جميعاً ...

قال تعالى : 

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165) الأنعام 

و قال تعالى :

قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الأعراف 

اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا ... 

خادم القرآن