بعث أبو بكر رضي الله عنه ، إلى مسطح بن أثاثة فقال: أخبرني عنك وأنت ابن خالتي ما حملك على ما قلت في عائشة؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي, وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها, وأما عبد الله بن أُبَي فمنافق, وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج, وأنا أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت, ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا, والله إنك لرجل لا وصلتك بدراهم أبدًا ولا عطفت عليك بخير أبدًا, ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله, فنزل القرآن: {وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} [النور: 22], فلما قال: {أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22], بكى أبو بكر فقال: أما قد نزل القرآن بأمري فيك, لأضاعفن لك النفقة وقد غفرت لك, فإن الله أمرني أن أغفر لك.
مجمع الزوائد [ جزء 9 - صفحة 379 ]