أنا قلبي أبيض !
كلمة يكاد يلهج بها كلّ مُقصّرٍ بالواجبات الشرعيّة ، مرتكبٍ لنواهيها ، فما تلبث أن تناصحه ، أو تُنكر عليه في بعض الأمر ، حتى يقول لك " المهم القلب !" ، " بس أنا قلبي أبيض " .. الخ .
فنقول : لو كان القلب أبيضاً لظهرت بوادر هذا البياض ونصاعته على الجوارح والأعمال ، وعلى فلتات اللّسان ! ، فبياضٌ مع جوارحٍ تعتاد ترك الصّلاة ، وأكل الرّبا ، ومعاقرة الحرام ، واستمراء الكذب ، والتهاون في أوامر اللّه ، والاجتراء على نواهيه.. ثم بعد ذلك يزعم صاحبه التّقى ! فهذا لعمر اللّه في القياس بديعُ ! ..
إذ لو بزغ بياض القلب لظهر نوره على الجوارح ، فقد قال صلّى اللّه عليه وسلّم : " ألا وإنّ في الجسد لمضغة إذا صلحت ، صلح الجسد كلّه ، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ، ألا وهي القلب " . متفق عليه .
فإذا تفقد الإنسان أعماله ، أدرك ما انطوى عليه قلبه من خير أو شر ! .