عندما خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام ... خلق الله له اللباس لِيواري به سوءَته ... ويميزه به عن باقي المخلوقات ...
فكما أكرمه الله تعالى بأن خَلقَهُ بأحسن تقويم ... و ميَّزه بنعمة العقل ،
جَعَلَ له لِباساً يَستُر عورته ويُضفي عليه جمالاً ...
قال تعالى :
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)
"الأعراف "
واللباس ليس لستر العورة فقط !
بل جعله الله زينةً لِعباده وأمرهم سبحانه وتعالى بذلك ...
قال تعالى :
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)
"الأعراف"
و في الآية الكريمة السابقة أمر من الله تعالى بأن يكون المؤمن أنيقاً في لباسِه ومظهرِه ... فلو اتبَّع المؤمن هذا الآمر بأن يكون أنيقاً عند كل صلاة لأصبحت لديه عادةً يومية طوال الوقت ... !
ومن الجدير بالذكر في الآية الكريمة السابقة ،
أن الله سبحانه وتعالى يُعلمنا آمرين آخرين :
١- عدم التبذير والإسراف للحفاظ على ما أنعم الله علينا من مآكلٍ ومَشرَبْ.
٢- الأكل بإعتدال ؛ وجبات خفيفة على فترات متفرقة، ربطها سبحانه وتعالى بوقت الصلوات ( ٥ مرات يومياً ) ...
ولعل هذا أفضل ما وصلت له برامج المحافظة على الوزن في العلم الحديث بعد تجربة العديد من البرامج والقيام بالعديد من الأبحاث !
(((وجبات خفيفة و متوازنة ، موزَّعة على سائر اليوم )))
(… وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (282)
" البقرة "
بالفعل ! إن الله سبحانه وتعالى يُعلمنا أدقَّ التفاصيل في حياتنا ويرعانا في قضاء شؤوننا ...
الله سبحانه وتعالى جعل القرآن الكريم تبياناً لكل شيء ولم يُفرِّط في الكتاب من شيء :
قال تعالى :
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
" الأنعام "
وقوله تعالى :
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89)
" النحل "
ولو لم نَجِد ما نريد مَعرِفتهُ في القرآن الكريم ... يرجِعُ ذلك لجهلنا و ضعفنا في تدبُّر آياتِهِ وفهمها على الوجه الصحيح !
وليس لِنقصِ فيه (حاش لله ) .
مَنْ علَّمك أصول مأكلك ومشربك ولباسك ... إعلم أنهُ يرعاك في كل شؤونك ....( تباركت ربِّي ما أعظمك وما أحلمك بعبادك )
وأختم مقالتي
بقوله تعالى :
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)
" الأعراف "
مَن حَسِب ان إظهار العورة تقدمٌّ وتحضرٌّ وأناقة ... !
أو ظنَّ أن الأناقةَ تُنافي الدين أو الزُهدَ في الحياة ... !
فليراجِع نَفْسَه ...
خادِمُ القرآن