قال اللّه سُبحانه وتعالى " يا أيّها الذين آمنوا إذا قيلَ لكُم تفسَّحُوا في المجالسِ فافسَحوا يفسَحِ اللَّهُ لكُم وإذا قيل انشُزُوا فانشُزُوا يرفعِ اللَّهُ الَّذينَ آمنوا منكم والَّذينَ أُتُوا العِلمَ درجاتٍ واللّه بما تعملونَ خبير " . ( المجادلة: ١١) .
* فكلُّ ما من شأنه التّوسعة على الآخرين ممّا ألمّ بهم من الضّيقِ ؛ سواءً ما كان في المَجلسِ أو الطّريقِ أو السيّارة وعند مفترق الطّرقِ ، أو في صفوف الإنتظارِ عند الشّراء وغيرها ، فالمُسلِمُ مُطالبٌ بالتّفسُحِ ، رجاءَ أن يفسحَ اللَّهُ له في صَدره ، وعَيشه ، ورزقه ، وخيره ..
ويزّدادُّ الأمرُ تأكيداً إذا كانت التّوسعة لضعيفٍ ، أو ذا شيبةٍ مسلمٍ ، أو عالمٍ ، أو كان نزولاً عند من ينظّمُ المرور في الطُرقات .
* وكل ما يترتّبُ عليه مصلحةُ القيامِ والنُّهوض من المكانِ إلى غيره ؛ لأجلِ توسعة المكان ، أو جلب الحاجة للضّيفان ، أو إزالة السيّارة من المكان خشيّة أذيّة الجيران ، أو عندِ ركوبِ حافلاتِ النّقلِ ، أو القيام لنصرة الحقِّ ودفع الشّرِّ ، فليبادر المُسلم إلى إلتزام ما أمر به الله سبحانه وتعالى ، رجاء رفعةِ الرّحمنِ له في الدُّنيا بالنّصر والتّمكين ، والعُلوِّ ، والجاه ، والثّناء الحسن ، والدّرجاتِ العُلا في الدّارِ الآخرة .
فهَضمُ النّفسِ ، وحظوظها رجاءَ أن يُفسَحَ لك ! ، وتُرفعَ لك درجتُكَ ، لأمرٌ مطلوبٌ لذوي النّفوس العالية ! .
———————
تفسّحوا في المجالس : توَسَّـعوا فيها و لا تضامّوا.
انشُزُوا : انهضوا للتوسعة أو لعبادةٍ أو خيْر.