الحُريَّة ...

« الحُريّـة .. »

" حقيقةُ الحُريّة ؛ هي التجرُّد من عبوديّةِ كلّ أحدٍ إلا اللّه ، وفهمُ الحُريّةِ بأنّها الخروج من أمرِ اللّه : وثنيّةُ النّفس ، وعُبوديّة الهوى ! ؛ قال اللّه : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } . (الجاثية : ٢٣) . 

ومن سوّغ للإنسانِ أن يفعل ، ويقول ما شاء ، كما شاء ، ومتى شاء ، فهو يقرّ بعبوديّته لهواه ، وشيطانه ! ؛ فالإنسانُ خُلق عبداً ، فإن لم يعبد اللّه ، أصبح عبداً لغيره ولا بُدّ ! .

ولو كان في الأرض إنسانٌ واحدٌ لم يفرض اللّه عليه حدّ القتل ، والقذفِ ، والزّنا ، ولا غضّ البصر عن العورات ، ولا المواريث ، ولم يحرّم عليه الزّنى ، والرّبا ، وغيرهما ، وإنّما فرضها ، لوجود غيره من جنسه معه ، فإذا زاد غيره عدداً ، زاد غيره ضبطاً ! . 

ولو كان القمر وحده ما جعله اللّه يسبح بهذا النّظام ، إلا لينّضبط مع سير الشّمس والأرض ، والنّجوم ؛ وكلما زادت الأفلاك عدداً زادت ضبطاً . 

وقد جاءت أحكام الإسلام لضبطِ الدّينِ والدُّنيا ، ومن سوّغ لنفسه الخروج عن حكم اللّه ، استحقّ عقابه .. " .

‹ ابن مَرزُوق - الرِّسَالَةُ الشَّاميَّة (٧١) ›